رهانات التمدن والمحافظة على الساحل البحري

يعيش أكثر من 60٪ من سكان العالم على شريط بطول 60 كلم بالقرب من الساحل، وتمتد أكبر المدن في العالم لمسافات طويلة على شاطئ البحر.
ويساهم التمدن الساحلي في ما يسمى "التنمية الساحلية"، والتي تؤدي إلى تدمير الموائل الطبيعية للمناطق البحرية غير العميقة. وإذا لم يتم التحكم في التركز الحضري، سيكون له بالغ الأثر على البيئة البحرية، وذلك بسبب تدمير الموائل وانتشار النفايات البلاستيكية السامة وجميع أنواع النفايات الملوِّثة التي ترمَى مباشرة أو بواسطة عملية غسل الأرض خلال موسم الأمطار، إضافة إلى تأثير محطات التحلية في البلدان التي تتزايد فيها ندرة المياه.

ويتزايد الضغط على البيئة من خلال المُدخِلات النهرية الآتية من التجمعات الحضرية انطلاقا من المنبع أو الأنشطة التي تتسبب في التلوث والتي تقع على الأحواض المائية. وتشكل الأنهار والبحيرات ذات الأهمية بالنسبة للزراعة والصيد في المياه العذبة علاقة وثيقة مع القارات العميقة (وحتى لِآلاف الكيلومترات)، كما يرتبط البر ارتباطا وثيقا بالبحر من خلال هذه الأنهار. وحتى لو كان تأثير التصريف قليلا بسبب طول المسافة، فإنهما يشكلان وحدة لا تتجزأ، يتم بفضلها نقل المواد عبر السوائل والهواء والماء.
وتشكل الهجرة القروية في العديد من البلدان عاملا من عوامل التمدن المتزايد في المنطقة الساحلية، كما يُعتبر تطوير السياحة الجماعية الاصطيافية شكلاً مهماً من أشكال احتلال المنطقة الساحلية، بما في ذلك الولوج إلى وسائل الترفيه بالنسبة لعدد متزايد من الناس.
ويعتبر الاحتباس الحراري أيضا عاملا يسهم في هذه الظاهرة، ويتركز خاصة على شاطئ البحر، إذ أنه يتسبب في هشاشة أكبر لمنطقة التبادل بين البر والبحر.
غير أن البحار والمحيطات تعتبر مصدرا للثروة لا من حيث الموارد الغذائية ولا من حيث قدرتها على خلق وظائف من جميع الفئات في العديد من القطاعات، وخاصة في مجال السياحة التي يمكن تنميتها بصفة مستدامة. كما أن البحر يُشكل قرية للصيادين، حيث تعبره سفن من الوزن الثقيل (سفن الشحن) تزوّد المناطق الحضرية. وكما هو الحال بالنسبة للقرية، فإن من الضروري التحرك نحو مزيد من الانسجام بين المدينة والبحر.
ويمكن عَكْسُ مسار التدهور البيئي من خلال برامج عمل مشتركة في ما يخص جودة المياه وتدبير الساحل ومواكبة عامة الناس من خلال برامج التربية على البيئة ومختلف البرامج التحسيسية.
ويُعَدّ موضوع التفاعل بين التمدن بالمناطق الساحلية والمحافظة على البيئة البحرية موضوعاً يهمّ عدداً كبيراً من البلدان.

ما هو الرهان بالنسبة للمربّين؟
هناك رهان حقيقي يواجه المربين في ما يخص تغيير سلوك السكان بالمناطق الحضرية. حيث إن هؤلاء المربين لهم دور بارز في اكتشاف البيئة البحرية وفهمها وفي تفسير الدورة التي تقوم بها المياه وكذا توضيح دور الأحواض المائية وآثارها على المواد المنقولة بفعل الرياح والمياه، وأيضاً في فهم العلاقة بين البر والبحر والهواء.
ويدعو هذا الموضوع إلى تبادل الخبرات وخلق تعاون في ما يخص بعض الأراضي المتجانسة مثل البحر الأبيض المتوسط. فما هي الإجراءات المناسبة لذلك؟ وكيف يمكن مواكبة السياسات البيئية حول البحار؟ وما هي الفئات المجتمعية التي ينبغي التركيز عليها؟ وما هي نقط التحول المناسبة في هذا المجال؟
هناك تحدٍّ حقيقي بالنسبة للمربّين حول إمكانية عكس هذه القضايا. فكيف يمكن إشراك عامة الناس؟ وكيف يمكن تحسيس السياح بهذا الفضاء الطبيعي الذي لا ينتمون إليه؟ وما هي نقط التحول التي يمكن الاعتماد عليها؟ إن التحدي الذي نواجهه هو أكبر مما يبدو، بحيث يجب أن نتعامل مع فئات من السكان تنتمي في معظم الأحيان إلى "المجال البري" وتعتبر ثقافيا بعيدة للغاية عن المجال البحري.
وبالنسبة للمؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية لسنة 2013، والذي سيقام بمراكش، فإننا نقترح ما يلي :
-    الالتقاء في مراكش بين جميع المهتمين بالمواضيع الخاصة بالبحر والساحل، وتقديم عروض شفوية وملصقات وتنظيم موائد مستديرة وورشات عمل.
-    إعطاء موعد لتنظيم جلسة خاصة يتم تكريسها لهذا الموضوع.